اعتنقت ديانتين

 انها الثانية عشرة بعد منتصف      الليل  باب غرفتي مغلق، بالقرب من نافذتي

انها الثانية عشرة بعد منتصف
الليل  باب غرفتي مغلق، بالقرب من نافذتي

إنها الثانية عشرة بعد منتصف الليل

باب غرفتي مغلق، الكرسي قرب النافذة :

أم تصرخ، أب يبكي، يحمل بين يديه جثة ابنه و في قلبه حسرة تكاد تخنقه وتقتلك معه في آن

أطفال في الشوارع نهبت المآسي براءتهم

ياسمينة قطعت شوكة الإغتصاب أوراقها، فذبلت قبل أن يستحيل برعمها زهرة

 ثورة مجهولة المصير ، مشرّدة الوالدَيْن، لا تضمّد فيها الجراح  سوى بالجراح

مدينة مسجدها وكنيستها ترويان حكاية عشق عنوانها : ومن الحب ما قتل

على الطرقات أبناء الإنجيل والقرآن اتقنوا القتل والإقتتال

تقارب بينهم بات مستحيلا، فبين اليد و اليد سرب شائك من الأسلاك

مسؤول يشتم، وآخر يرد  ليعظ الشعب و أعظم إنجازاته: الإخفاق

عنصرية أمة شرّدت أهلها وأسلمت أخيها الإنسان إلى الموت والجوع

طاغية يرعبه صوت حناجر صارخة، فيرد برصاصة غاشمة لا تقتل إلّا الأموات

جثث متراكمة هنا وهناك يفوح منها عطر الحياة

أشخاص رحلوا

آخرون هنا، سيرحلون

صور و مشاهد…

أغمض عينيّ

حول عنقي طوق خانق

لم أعد أشعر،

إنه الفراغ.

…………………….

حضن يرعى أطفال الشوارع

رجل فهم أن رغباته لن تشفيها ياسمينة، فرأى هزيمة أشواكه أمام رقتها

ثورة تكوّنت في رحم الحرية والثقافة

اكتملت،

لقد حان وقت الولادة !

كنيسة ومسجد لم يعد يتقن ابناؤهما سوى شهوة الإدمان

الإدمان على الحب والتصالح،

رصاصات تموت يوم تلتقى أجنحة عصفور السّلام

مجتمع لم يعد فيه الحديث عن الدين والجنس عيب

إنما السكوت والصّمت عن الظلم والفساد وحده حرام

مجتمع فاح فيه عبق الحياة وطلّق الموت ترابه

صور و مشاهد…..

من جديد

إنه الفراغ

 لم أعد أشعر،

 لم أعد أرى

اعترف علانية :

لقد اعتنقت ديانتين

الأولى ديانة الخيبة

والثانية ديانة الأحلام.

Print Friendly, PDF & Email