“جارك القريب ولا خيّك البعيد”، ” لولا جارتي لانفرت مرارتي”، “رغيف برغيف ولا يبات جارك جعان”، “الجار للجار ولو جار” أمثلة شعبية تكاد تختفي. ومع شبه زوال تلك الأمثلة التي توصّي بالجار، تغيّرت وتبدّلت بعض التعابير التي لطالما لفظها جيران الزمن الماضي ومنها:
“صباح الخير يا جار”
جملة لا تنفك تسمعها في صباحات الزمن الماضي عندما كان الجار فعلاً قبل الدار. لم يكن يبدأ نهار أبي جورج إذا ما لم يصبّح أعز الناس وأقربهم إليه.
“الركوة عالنار، يلا ناطرتك”
أيعقل ألا تعقد جلسة قبل ظهر كل يوم في منزل أم علي أو أم جورج؟ جلسة قائمة على مجموعة أخبار عن فلان وفلان وفلانة وتنتهي مع انتهاء الركوة بقراءة الفناجين.
“ناقصك شي من السوق لجبلك معي؟”
حاشى أن تذهب أم علي إلى السوق من دون أن تسأل جارتها عما ينقصها. وفي حال لم يكن بحوزتها المال الكافي، تترك بضاعتها وتبتاع بضاعة جارتها.
“ولادك هني ولادي”
هذا ما كانت تردّده أم جورج لأم علي عندما كانت هذه الأخيرة تترك أولادها عند جارتها لتزور أمّها المريضة في المستشفى.
ومرّت الأيام والأشهر والسنوات ليتزوّج كلّ من جورج وعليّ …
“مرحبا علي اشتقنالك. وينك مش عم نشوفك؟”.
نعم هذا جورج الذي اشتاق إلى مصادفة جاره علي في المصعد لأنّه لو لم تجمعهما تلك الصدفة لما التقيا يومًا. فباب علي يتحسّر على أيام زمان عندما كان يأنس بطرقة جاره، أمّا باب جورج فيأسف على إغلاقه إذ كان طوال الزمن مفتوحًا ومرحّبًا بجاره.
“ضروري نعرف كلّ يوم شو عم تطبخ؟”
هكذا شكت امراة جورج لزوجها متذمّرةً من رائحة الطبخ التي تفوح من بيت جارتها من دون أن تذهب إليها وتقدّم لها يد العون كما كانت تفعل أم زوجها.
“شو بدي بأخبارها. بشوفن عالفايسبوك”
ها هي أم علي تستبدل جارتها وأحاديثها بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك الذي ما إن تفتح عيناها تتصبّح بصفحاته وأخباره.
“ولادن ما بيهدوا. طوشونا”
فبعد أن كان جورج وعلي بمثابة الإخوة في صغرهم، بات أولادهم كالغرباء لا يعرفون بعضهم ولا يتحمّل الواحد منهم صوت الآخر.
ما زال أولاد علي يسمعون أصوات أولاد جورج ولكن أتُرى سيسمع أحفاد علي أصوات أحفاد جورج؟
أحسنت الإضاءة على الموضوع
… معك حق عزيزتي ايمان هذا هو الواقع الذي وصلنا إليه
مؤسفٌ هو الواقع الذي نشهده حاليًا في مجتمعاتنا نتيجة الغزو المحتم للتّكنولوجيا التي لا تنفك تفرّق بدلًا من أن تجمع وتقضي على آخر ما تبقّى من معالم الإنسانية.
مقالٌ يوثّق ما بتنا نعيشه اليوم من تباعدٍ مع محيطنا وعزلةٍ قاتلة نتغلّب عليها بأجهزتنا الخليوية وحواسيبنا المحمولة.
Bravo imane tu as raison
واقع مؤسف وأليم…
للأسف
فعلا كان الجار قبل الدار اما الان فأمسى الدار ثم الدار ثم الدار
أحسنت قولاً
رجعتينا كذا سنة لورا لما كانو الجيران كلن ايد وحدة. للأسف صرنا بزمن الجار ما بيعرف مين هو جارو.
للأسف هيدا الواقع لي وصلنالو
من زمان كان الجار قبل الدار، هلأ صارو الكل غربيّي..
نبذةجميلة عن واقع انغلاق المجتمعات والانعزال!
أحسنتِ يا ايمان
سررت بأنه أعجبك
Malheureusement, c’est touchant !